بنو اسرائيل
صفحة 1 من اصل 1
بنو اسرائيل
ونحن نقول وبالله التوفيق وقد رأى رأينا هذا آخرون من المتأخرين أيضاً، إذ إنه مرتبط بالحوادث التي جدَّت منذ وعد بلفور وحرب عام 1948 وقيام دولة إسرائيل، وهذه كلها غيبيات لم يطلع عليها أسلافنا المفسرون رضي الله عنهم فبالله عليكم ماذا يقول سادتنا العلماء السابقون لو رأوا ما عليه اليهود اليوم من الغلبة والقوة والمنعة والقهر والإفساد الذي عمَّ البلاد والعباد ووصلوا به أن تحكموا في أقوى دول العالم وصارت أهم قرارات أكبر محافل الدنيا لا تتخذ إلا وعيون كبرى قادة العالم على تملقهم وطلب رضاهم! بما نسمى هذا العلو في الأرض الذي بلغوه والفساد الذي أحكموه
ورأينا أن أغلب ما قيل في تعيين مرات الفساد كان مرتبطاً في تعيينه من كونه الأولى أو الثانية بقتل الأنبياء، مع أن الله ذكر قتل بني إسرائيل للأنبياء في كتابه الكريم بمواقف مختلفة ولم يعبر عن موقف واحد منها بلفظة الفساد، وإنما يقول يقتلون الأنبياء، وكان ذلك حوالي ثلاث عشرة مرة ولو كان معنى الإفساد في الأرض مخصوصاً بقتل نبي بعينه؛ فإن الله أخبرهم أن قتل نفس واحدة عنده كقتل الناس جميعاً فليس قتل نبي بعينه يكون بالضرورة المقصود من الإفساد الأول أو الثاني لأنهم كانوا يقتلون سبعين نبياً في الصباح ويعقدون سوق بقلهم بالعصر كما أخبر الحديث فكم وكم من الأنبياء قتلوا أو آذوا أو حاولوا أن يقتلون حتى نبينا صلى الله عليه وسلم حاولوا قتله
وكما ترون فليس في كلام المفسرين من تعيين مرَّتي الإفساد في الأرض من أمر قاطع، أو تبرير ساطع يصمد للنقد فقد تعددت الآراء واختلفت وتجمعت وافترقت ومن هنا فنحن نرى أن الله تعالى لم يعين أحداثاُ بعينها لعلمه أن غيبه عزَّ وجلَّ عجيب غريب، فلو أخبر الله أحداً بالتصريح أن اليهود الضعفاء المتفرقين الجبناء سيتمكنون من السيطرة على اقتصاديات العالم ويكون بيدهم مفاتيح السيطرة على زعمائه وقواده وسيفسدون الدنيا فساداً ما سبقه إليهم أحدٌ من خلقه ربما ما صدق ذلك أحد منهم بسهولة أبداً
فإننا نرى أن كل ما سبق من إفسادهم في الأرض شاملاً كلّ ما كان منهم من سوء فعالهم وقبيح خصالهم أينما سكنوا وحلوا من لدن نبيهم موسى عليه السلام إلى أن شتتهم الرومان في الأرض وبعثروهم في كل مكان، فكل هذا شاملاً للمرة الأولى التي حدَّدها الغالبية العظمى بأنها مرة بختنصر، ثم مرات عديدة من باب وإن عدتم عدنا وهذا بما يشمل من أفعال البابليين والآشوريين والرومان قتلاً وتدميرا واستعباداً وتشريداً، ثم عود مُلكهم في وسطها، وتحسن أحوالهم مرات عديدة، وسلبهم ملكهم ثانية وقتلهم وسبيهم، وانتهى الأمر بإنتقام الله منهم، من باب وإن عدتم عدنا، بأن شتتهم الرومان في جميع الأنحاء! فهذه كلها بما فيها من علو وخفض أو إفساد وعقاب ثم عودة لله وتوبة وإعادة وإصلاح وأوبة هي المرة الأولى ومكررات وإن عدتم عدنا
ثم عاشوا المئات من السنين كذلك وهم مشتتون لا دولة لهم، ولا شوكة ظاهرة لهم، إلا محافظتهم على مجتمعاتهم الصغيرة، وتمسكهم بتقاليدهم وطبائعهم وسلوكياتهم وحلمهم بالعودة للأرض المقدسة التي حرموا منها وفى انتظار حدوث الفساد الثاني القاهر أو الآخر وانتقام الله الماحق فكان قيام دولة إسرائيل عام 48 بعد وعد بلفور وقد أطلق عليه اليهود وعد العودة للأرض المقدسة، أو هو في الحقيقة باب وعد الآخرة
ولذا قال الكثيرون من المحدثين أن تعيين المرتين هو في الحقيقة مرتبط بقيام دولة لليهود، وهم لم تقم لهم دولة إلا مرتين! فكأن الله تعهد لبني إسرائيل بقيام دولة لهم في هذه الأرض مرتين وبيَّن أنهم سيفسدون في هاتين الدولتين إفساداً ويعلون علوا كبيراً
ثم يأتيهم إنتقام الله ويُدَمَّرُون في كل مرة ويُسْلَب منهم مسجدهم أو بيت المقدس ويدمر، فالدولة الأولى هي التي أقامها داود وسليمان، وحكما فيها ملوك بني إسرائيل من ذرية سليمان عليه السلام، فأكثروا في الإفساد في الأرض، وانحرفوا عن منهج الأنبياء، والدولة الثانية هي إسرائيل في فلسطين والفساد والقهر والعلو فيها بالفعل قد عمَّ جميع الدنيا بلا استثناء
ثم جاء الفساد الثاني وهو الذي لم يره المفسرون القدامى أبداً، وقامت دولتهم في إسرائيل كما قلنا وهذا هو التغير الأكبر الذي حدث لهم منذ أيام سيدنا سليمان عليه السلام فإنهم لم تقم لهم قائمة حقيقية كدولة بعد ملك داود وسليمان إلا باحتلالهم لفلسطين
فنحن الآن في قلب المرة الثانية من الفساد وقد أوشكت على الانتهاء ومجيء عقابها مجيء وعد المرة الثانية أو المرة الآخرة و يؤيد ما ذهبنا إليه أن المرة الآخرة وصفها الله في موضع آخر من السورة بقوله
(فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ) (104الإسراء)
فلتحققها فلابد أن يأتوا لفيفاً من جميع البلاد وهذا ما حدث عندما أتت بهم مقادير الله لفيفاً؛ من جماعات وجماعات إلى فلسطين من جميع البقاع والأصقاع، جمعهم فيها الله بوعد بلفور، وهو باب تنفيذ وعد الآخرة! ليلقوا في فلسطين وعد الآخرة
فالمرة الآخرة والتي فيها تدمير ما علوا تدميراً، والتي قبلها قد علوا في الأرض علواً كبيرا، وتمكنوا من أن يبسطوا كبرهم وعلوهم وفسادهم في الأرض كلِّها، وهى ما نحن فيه اليوم! وهى التي بدأت من احتلالهم لفلسطين، وما رافق ذلك وما تلاه من فظائع يشيب لها الولدان ولا يتخيلها عقل إنسان
(1)لاحظ أن فتح المسلمين لبيت المقدس لم يكن فيه تدمير لبيت اليهود ولا لهيكلهم لأنه ليس بقائم يومها! وهم لم ينتقموا من اليهود فليس هذا الأمر بذى علاقة بالتدمير الأخير، ولذا فاليهود وبعد إستيلائهم على القدس يجدون الآن فى الحفريات تحت المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة وربما أقاموا رمزا للهيكل فى الأيام القادمة وقد زعموا أنهم رأوا أساساته وهم بصدد ترويج أفكار إنشاء الهيكل مرة أخرى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[URL="http://www.fawzyabuzeid.com/data/pdf/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.pdf"]منقول من كتاب {بنو اسرائيل ووعد الأخرة}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجانا[/URL]
ورأينا أن أغلب ما قيل في تعيين مرات الفساد كان مرتبطاً في تعيينه من كونه الأولى أو الثانية بقتل الأنبياء، مع أن الله ذكر قتل بني إسرائيل للأنبياء في كتابه الكريم بمواقف مختلفة ولم يعبر عن موقف واحد منها بلفظة الفساد، وإنما يقول يقتلون الأنبياء، وكان ذلك حوالي ثلاث عشرة مرة ولو كان معنى الإفساد في الأرض مخصوصاً بقتل نبي بعينه؛ فإن الله أخبرهم أن قتل نفس واحدة عنده كقتل الناس جميعاً فليس قتل نبي بعينه يكون بالضرورة المقصود من الإفساد الأول أو الثاني لأنهم كانوا يقتلون سبعين نبياً في الصباح ويعقدون سوق بقلهم بالعصر كما أخبر الحديث فكم وكم من الأنبياء قتلوا أو آذوا أو حاولوا أن يقتلون حتى نبينا صلى الله عليه وسلم حاولوا قتله
وكما ترون فليس في كلام المفسرين من تعيين مرَّتي الإفساد في الأرض من أمر قاطع، أو تبرير ساطع يصمد للنقد فقد تعددت الآراء واختلفت وتجمعت وافترقت ومن هنا فنحن نرى أن الله تعالى لم يعين أحداثاُ بعينها لعلمه أن غيبه عزَّ وجلَّ عجيب غريب، فلو أخبر الله أحداً بالتصريح أن اليهود الضعفاء المتفرقين الجبناء سيتمكنون من السيطرة على اقتصاديات العالم ويكون بيدهم مفاتيح السيطرة على زعمائه وقواده وسيفسدون الدنيا فساداً ما سبقه إليهم أحدٌ من خلقه ربما ما صدق ذلك أحد منهم بسهولة أبداً
فإننا نرى أن كل ما سبق من إفسادهم في الأرض شاملاً كلّ ما كان منهم من سوء فعالهم وقبيح خصالهم أينما سكنوا وحلوا من لدن نبيهم موسى عليه السلام إلى أن شتتهم الرومان في الأرض وبعثروهم في كل مكان، فكل هذا شاملاً للمرة الأولى التي حدَّدها الغالبية العظمى بأنها مرة بختنصر، ثم مرات عديدة من باب وإن عدتم عدنا وهذا بما يشمل من أفعال البابليين والآشوريين والرومان قتلاً وتدميرا واستعباداً وتشريداً، ثم عود مُلكهم في وسطها، وتحسن أحوالهم مرات عديدة، وسلبهم ملكهم ثانية وقتلهم وسبيهم، وانتهى الأمر بإنتقام الله منهم، من باب وإن عدتم عدنا، بأن شتتهم الرومان في جميع الأنحاء! فهذه كلها بما فيها من علو وخفض أو إفساد وعقاب ثم عودة لله وتوبة وإعادة وإصلاح وأوبة هي المرة الأولى ومكررات وإن عدتم عدنا
ثم عاشوا المئات من السنين كذلك وهم مشتتون لا دولة لهم، ولا شوكة ظاهرة لهم، إلا محافظتهم على مجتمعاتهم الصغيرة، وتمسكهم بتقاليدهم وطبائعهم وسلوكياتهم وحلمهم بالعودة للأرض المقدسة التي حرموا منها وفى انتظار حدوث الفساد الثاني القاهر أو الآخر وانتقام الله الماحق فكان قيام دولة إسرائيل عام 48 بعد وعد بلفور وقد أطلق عليه اليهود وعد العودة للأرض المقدسة، أو هو في الحقيقة باب وعد الآخرة
ولذا قال الكثيرون من المحدثين أن تعيين المرتين هو في الحقيقة مرتبط بقيام دولة لليهود، وهم لم تقم لهم دولة إلا مرتين! فكأن الله تعهد لبني إسرائيل بقيام دولة لهم في هذه الأرض مرتين وبيَّن أنهم سيفسدون في هاتين الدولتين إفساداً ويعلون علوا كبيراً
ثم يأتيهم إنتقام الله ويُدَمَّرُون في كل مرة ويُسْلَب منهم مسجدهم أو بيت المقدس ويدمر، فالدولة الأولى هي التي أقامها داود وسليمان، وحكما فيها ملوك بني إسرائيل من ذرية سليمان عليه السلام، فأكثروا في الإفساد في الأرض، وانحرفوا عن منهج الأنبياء، والدولة الثانية هي إسرائيل في فلسطين والفساد والقهر والعلو فيها بالفعل قد عمَّ جميع الدنيا بلا استثناء
ثم جاء الفساد الثاني وهو الذي لم يره المفسرون القدامى أبداً، وقامت دولتهم في إسرائيل كما قلنا وهذا هو التغير الأكبر الذي حدث لهم منذ أيام سيدنا سليمان عليه السلام فإنهم لم تقم لهم قائمة حقيقية كدولة بعد ملك داود وسليمان إلا باحتلالهم لفلسطين
فنحن الآن في قلب المرة الثانية من الفساد وقد أوشكت على الانتهاء ومجيء عقابها مجيء وعد المرة الثانية أو المرة الآخرة و يؤيد ما ذهبنا إليه أن المرة الآخرة وصفها الله في موضع آخر من السورة بقوله
(فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ) (104الإسراء)
فلتحققها فلابد أن يأتوا لفيفاً من جميع البلاد وهذا ما حدث عندما أتت بهم مقادير الله لفيفاً؛ من جماعات وجماعات إلى فلسطين من جميع البقاع والأصقاع، جمعهم فيها الله بوعد بلفور، وهو باب تنفيذ وعد الآخرة! ليلقوا في فلسطين وعد الآخرة
فالمرة الآخرة والتي فيها تدمير ما علوا تدميراً، والتي قبلها قد علوا في الأرض علواً كبيرا، وتمكنوا من أن يبسطوا كبرهم وعلوهم وفسادهم في الأرض كلِّها، وهى ما نحن فيه اليوم! وهى التي بدأت من احتلالهم لفلسطين، وما رافق ذلك وما تلاه من فظائع يشيب لها الولدان ولا يتخيلها عقل إنسان
(1)لاحظ أن فتح المسلمين لبيت المقدس لم يكن فيه تدمير لبيت اليهود ولا لهيكلهم لأنه ليس بقائم يومها! وهم لم ينتقموا من اليهود فليس هذا الأمر بذى علاقة بالتدمير الأخير، ولذا فاليهود وبعد إستيلائهم على القدس يجدون الآن فى الحفريات تحت المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة وربما أقاموا رمزا للهيكل فى الأيام القادمة وقد زعموا أنهم رأوا أساساته وهم بصدد ترويج أفكار إنشاء الهيكل مرة أخرى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[URL="http://www.fawzyabuzeid.com/data/pdf/Book_Bano_Esraeyel_wawaed_Elakhera.pdf"]منقول من كتاب {بنو اسرائيل ووعد الأخرة}
اضغط هنا لتحميل الكتاب مجانا[/URL]
يحيي السيد- عدد المساهمات : 33
تاريخ التسجيل : 17/11/2013
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى